مجئ الزمن
مجئ الزمن .. الميلاد
دراسة كتابية .. فايزة فايزعطاالله (فايا)
زمن المجئ .. مجئ الزمن .. الميلاد
ماذا يعني زمن المجئ؟
يأتي زمن المجيء من الكلمة اللاتينية “adventus” التي تعني “قادم” أو “وصول”. في الكنائس الغربية، يبدأ عيد الميلاد المجيد بأربعة أيام قبل عيد الميلاد، أو الأحد الأقرب إلى 30 ديسمبر. يستمر عيد الميلاد عشية عيد الميلاد ، أو 24 ديسمبر. زمن المجيء زمن التهيئة يهدف إلى إعداد المؤمنين للاحتفال بسرّ التجسّد وذلك من خلال صلوات وقراءات وترانيم خاصة مميّزة، فهو وقت التحضير الروحي لسر التجسد العظيم لميلاد المخلص مجئ يسوع المسيح في الزمن.
عندما نادي الرب علي أدام وحواء في جنة عدن ولم يرد أحد منهم عليه خوفا وخجلا وندما لأنهم عصوا أمره وأكلا من الشجرة التي حذرهم من الاكل منها لانها يوم يأكلا منها موتا يموتون” 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوت“ ) سفر التكوين2: 17). لكن ضعف إدام وحواء وأكلا طمعا أن يكونوا مثل الله طمعا في “المجد الغني السلطة” الحروب التي يستخدمها االشيطان منذ البدء وإلي الأن.
يشكك الأنسان في أنه ابن يملك كل شئ ويحوله لعبد يستعطي يحقد يحسد يريد أن ينقض علي ما يملكه سيده أذا توقف آدام وحواء وفكروا في كلام وعرض الحية (الشيطان) وتذكروا عطايا ونعم وبركة الله لهم “28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».29 وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا.30 وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ .”(تك2: 28-30) لأكتشفوا الخدعة غيرة الشيطان وحسده للعلاقة الرائعة بينهم وبين الله. زرع الشك في قلبهم وللاسف كانت التربة صالحة ربما لبراءة قلوبهم وربما طمعا وربما لتطلع الأنسان الدائم للتجربة هل سيحدث حقا ما قاله الله لهم بعد كل راؤه من محبة ليس لها حدود.. لقد خلق الله الكون من أجل الانسان الذي احبه جدا وسلم لهم الله الكون كله فكل شئ ملكهم هم مع الله في أتحاد ليس بشئ يخفيه عنهم هم أبناء والابن يرث كل شئ. للاسف شك آدام وحواء في هذا ولم يشفع لله كل هذا الحب الذي أظهروه لهم ولم يكفي كل ما أعطاه لهم من محبة وشركة واهتمام ونسوا أمام الشهوة والكبرياء كل ما فعله الله لهم ومعهم ضحوا بكل هذا الحب العشرة والسلام والفرح الاتحاد.
أخطيء الأباء الأولين آدام وحواء فقدو نعمة الوجود والتوصل مع الله وبكل حزن واسي طردوا من جنة عدن من وجه الله.. واقام الله حاجز من الملائكة لعدم عودتهم مرة أخرى هناك.
ومن تحنن الله ورحمته عليهم لم يهلكهم وأعطاهم فرصة اخرى فقد دخل الموت طردوا الخطية للعالم وسط هذا الحزن والخوف والفراق هذه الماساة اعطاهم الله أمل رجاء وعدهم بارسال مخلص من نسل لبشر ليهزم الخطية الموت ويعيد مرة أخري الأنسان للحياة وقال “نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا.هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ “وأضَعُ عَداوَةً بَينَكِ وبَينَ المَرأةِ، وبَينَ نَسلِكِ ونَسلِها. هو يَسحَقُ رأسَكِ، وأنتِ تسحَقينَ عَقِبَهُ” (تكوين٣: ١٥) ومنذ ذلك العهد والخليقة في أنتظار تحقيق هذا الوعد….
ابراهيم: اختار الله (ابراهيم) أبو الاباء وأعلن له عن نفسه وباركه وأعطاه الوعد بالبركة والعهد بالخلاص وَقَالَ: “بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، يَقُولُ يَهْوَه، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا ٱلْأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي”.(التكوين 22: 16-18)
امن وحافظ ابراهيم علي وعد الله له ومن بعده نسله الأباء (أسحق ويعقوب) أكد الله لهم علي العهد بالبركة والوعد بمجئ المخلص وفداء البشرية من الخطية الاصلية المتورثة لأنقذها من الموت الأبدي والعودة مرة أخري للحياة مع الله..
– اسحق: فكان التأكيد العهد والوعد مع اسحق”فَقَالَ اللهُ: «بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ.” (تك 17: 19).
– يعقوب: كذلك العهد حيث له في الحلم يقول فيه الله ليعقوب “نسلك يكون كتراب الأرض. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض. وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلي هذه الأرض” (تك28: 13-15). وعلي الوعد“أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى.” ( (عد24: 17) وخاصة من نسل يهوذا بكر يعقوب“لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.” ( (تك49: 10)
وبعد ذلك يكمل الوحي مع الأنبياء الذين تنبؤ بالمخلص وأكدواعلي وعد الله بالخلاص..
– ميخا النبي يتنبأ بمكان ميلاد المسيح:” أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَل“ (مخ5: 2)
– دانيال النبي زمان مولده: “فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا، يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ.” (دا 9: 25).
– اشعياء النبي والنبوة بأنه يولد من عذراء “وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ ).”إش 7: 14).
وهناك العديد والعديد من النبؤات التي تحققت بالفعل كم ذكرها الوحي علي لسان الأنبياء. منها قتل أطفال بيت لحم والهروب إلي مصر والعودة للناصرة والبشارة في الجليل ورفضه من اليهود ومعجزاته وإلي صلبه وموته وقيامته في اليوم الثالث منتصرا علي الموت وفذاء الأنسان..
– في مجئ الزمن أشرق الله بنوره وحقق وعده “اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ.” (إش 9: 2). ولد السيد المسيح“وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.” (يو 1: 14).
في ملء الزمان ولد يسوع وسط أحتفال وتهليل الأرض والسماء حقق الوعد كما قالت النبؤات في بيت لحم ومن عذراء لم تعرف رجل في الميعاد “1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ.2 وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.3 فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ.4 فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ،5 لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.6 وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ.7 فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.8 وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،9 وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا.10 فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:11 أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.12 وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ».13 وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:14 «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ،وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».(لوقا2:1-14)
أن ميلاد طفل يعطي فرح كبير للعائلة لما يحمله من تواصل أمل جديد حياة.. وبميلاد يسوع عمانوئيل الله معانا حمل للعالم (الفرح) ” فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ”.. (السلام )” الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ”..( الرجاء) وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ.. جمع من جديد العام كله الرعإة البسطاء والمجوس العلماء فتح الطريق بين الارض والسماء وأصلح الداخل أعطي طمأنينة قوة لمقاومة الخطية رد الانسان كما كان ابنا محبوبا وليس عبدا “لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” .” (يو 15:15 ). يملك كل شئ له علي نفسه أرادة سلطان فقد أتي في جسد الأنسان وعاش به وعلم البشرية أنه من الممكن الخلاص بنفس هذا الجسد بكل ما يحمله من ضعف وفكر وشهوة بهذا الجسد من الممكن الآن علي الخطية الأنتصاربالاتضاع.. يسوع المتواضغ بميلاده يقول أنا معكم من يتمسك به تكون الغلبة النعم الخلاص “أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.” (يو 15: 5)..
لقد ولد السيد المسيح منذ أكثر من الفين عام لكنه يولد كل عام من جديد ميلاد خاص لكل أنسان.. أن احياء ذكري الميلاد سنويا يذكرنا بكم الحب الالهي وكم غالي الانسان يفوق ثمنه علي كل الاشياء فقد أتي بنفسه ليدعوه للحياة.. ويدعونا التفكير بأستمرار بما فعله لأنقاذ النفس الأنسانية من الهلاك يدعونا للأستعداد فأذا كان الله أنقذ الأنسان بالمجئ الأول فعلي الأنسان تخليص نفسه بالأستعداد للمجئ الثاني بالسهر والصلاة بفرح والرجاء..