موضوعات

الذبيحة

 لماذا الصليب؟                                                           

دراسة كتابية .. فايزة فايزعطاالله (فايا)

ونحن في نهاية فترة الصوم الإربعيني.. ويسوع سيبذل نفسه سيذبح من أجل الجميع.. هذا المصير المؤلم الصادم لمسيرة من الحب والعطاء والتقديم للغير.. الا يوجد طريق أخر غير هذا الطريق المملوء بالآلم الجلد الشوك التعب الضيق.. الذي سيقدم فيه نفسه ذبيحة عن العالم أجمعين.. لنسير معًا نتتبع مسيرة بدأت منذ القديم لنفهم ما سيفعله بمحبةعميقة ربنا يسوع المسيح..

الذبيحة:

الذبيح أو الذبيحة ما يذبح ليقدم قربانًا للإله، وقد يكون ذلك لتكوين علاقة مودة مع الإله  أو لاستعادة هذه العلاقة أو للحفاظ عليها أو للاحتفال بها، فهي الناحية العملية في الديانة وكانت هناك دوافع كثيرة وراء تقديمها، فكانت أحيانا لاسترضاء الإله أو للتكفير عن خطأ، أو تقديم طعام للإله أو رشوة للإله، أو تعبيرًا عن الاتكال عليه أو الالتزام نحوه أو تقديم الشكر له، أو للتعبي  عن التوبة أو الإيمان أو التعبد، أو عنها كلها مجتمعة. وكانت تعتبر الوسيلة الوحيدة للاقتراب إلى الإله ومن هنا جاءت كلمة “قربان”. كما أنها كانت تعبر عن الإكرام والإقرار بالمعروف والحاجة إلى الإله.

– ذبيحة العهد القديم

– يطل علينا سفر التكوين بآله رائع مبدع يخلق بحب كبير عالم منظم جدا بترتيب دقيق وبعد عملية الخلق العظيمة هذه يخلق الأنسان (آدام وحواء) علي صورته ومثاله آيته العظمي الذي من أجله ابدع كل الكون وأعطاه عهده إياه ليعيش معا في محبة وسلام وسلطان علي كل الأرض يفلحها ويعمرها “٢٨ وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». سفر التكوين٢٨:١..  واوصاه أن لا يأكل من شجرة معينة وليس الفكرة كانت يأكل أو لأ ولكن الطاعة الثقة أن كل هذا العالم له ولكن مع ذلك لم يهمه أن يكسر ذاته ان لا يطمع فيما قال الرب عنه (لا) أن يضحي بكل هذا الحب والعهد بينه وبين الرب وما أوصاه  هذا ما قاله الرب  “١٧ وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ». سفر التكوين ١٧:٢.. ويستسلم الأنسان لشهواته ويخطئ ويعصي الله كَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ الْوُحُوشِ الَّتِي صَنَعَهَا اللهُ. فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: ”هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ اللهَ قَالَ: ’لَا تَأْكُلَا مِنْ أَيِّ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ‘؟“ 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: ”بَلْ نَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ، 3أَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ اللهُ: ’لَا تَأْكُلَا مِنْهُ، وَلَا تَلْمِسَاهُ، وَإِلَّا تَمُوتَا.‘4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: ”لَنْ تَمُوتَا! 5فَإِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ، تَنْفَتِحُ عُيُونُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَ اللهِ تَعْرِفَانِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.“ تك3 :2-4 .. ويكسر يخون علاقة المحبة هذه المشكلة لم تكن في أكله من الشجرة بل في أرادته عدم أستطاعته قول (لا ) أن يستعبد نفسه أن يتخلي عن قوته وسيطرته علي نفسه حياته حريته أن يدع  شئ أو شخص أو رغبة هي التي تتحكم فيه النظر لشئ في يد الآخر وليس أي آخر تطلع الطمعبه أن يصل أن يكون مثل الله .. قد يقول أحد ليس هناك مشكلة كان ممكن أن يسامحه الله ويعفو عنه ويعودا كما كان.. وأين القانون العدل الميثاق أن يكون هناك ضبط للنفس للأتفاق للعهد الذي يقطعه الإنسان فلا تصبح الخطية سهلة أذا كان هناك غفران بأستمرار كيف ستكون شكل الحياة.. ومع ذلك تغلبت رحمة الرب علي القانون فقد كان نتيجة الخطيئة أن يموت الخاطئ لكن كان صعب علي الله أن يقتله بالسيف فكان القتل الأصعب الأنفصال عن عشرته قربه منه التواصل الذي كان بينهم فعندما تريد قتل أنسان فأنت تقتله بالكلمة بالبعد بالتجاهل.. طرد من جنة عدن فكان  هذا فعلا أصعب مصير..

أعطي الرب الأنسان فرصة أخري ليعيش ويصلح ما فعلته الخطية فيه فقد أفسدت طبيعته الطهارة النقية علي وعد بالفداء “١٥ وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ”. (سفر التكوين١٥:٣).. بعد خطيئة أدام وحواء خطي من ورق التين ما يسترهم بعد أن أكتشف عريهم فالخطية تسببت في كشفهم أمام أنفسهم الخجل هو ما كان يوردا أن يستراه لذلك شعر الله بهم وصنع لهم من جلود الحيوانات أغطية ملابس وكانت هذا بمثابة أول ذكر لذبح الحيوانات في الكتاب المقدس فعرف لأول مرة ذبح الحيوان.. “٢١ وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا”.  سفر التكوين٣: ٢١

– وتوالت بعد ذلك فكرة التقدمة الذبائح الحيوانية كشكر أو لطلب ما أو لأعلان محبة أو لأسترضاء الرب مثال ما قدمه هابيل للرب تقدمة للرب وقابلها ولم يقبل ذبيحة قايين النباتية من باكورة الأرض“٣ وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، ٤ وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ،  سفر التكوين٤: ٣-٤

– ثم ذبيحة نوح التي بعد الطوفان .. “٢٠ وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ، ٢٢ فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.  سفر التكوين٨: ٢١-٢٢

– وذبيحة أبراهيم والفداء (الحمل الذي أرسله الله إليه) .. ٩ فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. ١٠ ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. ١١ فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هأَنَذَا» ١٢ فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». ١٣ فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.  سفر التكوين22: 9-13

– لنصل بعد ذلك لموسي والعبور ذبيحة البكر وخروف الفصح ومن هنا أصبح خروف                                                           الفصح العبور رمز وأساس للذبيحة في العهد القديم الخلاص من الموت نفس أمام نفس.. وكان يختار بشروط معينة وله أيضا طقوس خاصة في التقديم ..

أستعبد فرعون الشعب الأسرائيل وأذله في أرض العبودية وصرخ الشعب متالما يطلب الخلاص وسمع لهم الرب وأفتقدهم وارسل لهم موسي وهارون وبعد مشوار طويل مع فرعون غليظ القلب يرفض خروج الشعب لذلك تأتي الضربة الأخيرة وهي ضربة أبكار المصريين.. يأمر الرب الملاك بضرب الأبكار والعبور عن أبكارالشعب اليهودي عندم يري الدم علي العتبتين وقائمة الباب.. خروف الفصح يذبح رمز الفداء يري الملاك الدم وبالفعل يعبر ولا يقتل بكرأسرائيل.. وخروف الفصح هذا كان رمز ليسوع المسيح خروفاً حولياً صحيحاً بلا عيب..  يذبحونه بين العشاءين ويجعلون من دمه على القائمتين والعتبة العليا فى البيوت.ويأكلونه مشوياً بالنار مع فطير على أعشاب مُرَّةٍ، ولا يُبقوا منه إلى الصباح، ويأكلونه بعجلة وأحقاؤهم ممنطقة وأحذيتهم فى أرجلهم وعصيهم فى أيديهم”، هو فصح للرب  ( خروج 12: 1-15  ). بعد فداء أبكار الشعب الأسرائيلي والموت والصراخ الذي كان في كل مصر..

سريعا يهرب الشعب ويعبر البحر الأحمر وعلي جبل سيناء يلتقي الله بموسي وسط مجده العظيم.. يعطيه الوصايا ويقيم العهد مع الشعب.. والشعب يعلن عهده مع الرب: “كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له. وأخذ موسي الدم ورش على الشعب وقال : هو ذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال” (خر 3:24-8)... ويقدم في اليوم التالي موسي و70من شيوخ أسرائيل تقدم عهد للرب ويأمر الرب موسي الصعود لوحده لجبل سيناء للقائه يعطيه الشريعة ومنها شريعة التقدمة الذبائح التكفير.. مفهوم الذبيحة وهي واسطة الخلاص من الموت تقدم نفس عوضا عن نفس “وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة ” ( عبرانيين 9 : 22 ).. وهي رمز لذبيحة الابن التي وعد بها في البدء آدام وحواء بعد السقوط.. كان للذبيحة والتقدمة طقوس خاصة كثيرة جدا كلها أيضا تشير ليسوع المسيح علي سبيل إن الذبيحة التى لا يُؤتى بـها إلى باب خيمة الاجتماع بل تُذبح خارجاً تُحسب على ذلك الإنسان الذى ذبحها أنـها سفك دم. والقصد من ذلك هو إعطاء الذبيحة قيمتها الروحية الفائقة حتى يكون ذبحها لله فقط بغرض التكفير عن خطايا الإنسان. كان الدم هو العلامة الذى يتقدس به كل شىء فيصير قدساً للرب، وبغيره لا يصير شىء مقدس.. لذا فأن سفك الدم معناه بذل الحياة والذى يقدم دمه يقدم حياته. وهكذا يمكننا أن ندرك قيمة سفك دم المسيح ابن الله لأجل التكفير عن حياة العالم كله.. وال\بيحة تكون غير عاقلة أي لا تخطئ رمز ليسوع المسيح “مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ (يو 8: 46.

ويجب أيضا أن تقدم بأستمرار لم تكن أذا قابلة للتكفير النهائي عن الخطية فكان كل يوم علي الكاهن أن يقدم ذبيحة عن نفسه أولا وذبيحة عن الشعب ثانيا لذلك كانت الحاجة إلى لزوم ذبيحة تبقى حية تقدم مرة واحدة.

وأن تكون الذبيحة بلا عيب أيضاً…وإلا تُرفض ويُرفض مقدمها، لذلك كان الكاهن يهتم غاية الاهتمام بفحصها على ضوء النهار، كان يفحص أعضاءها عضواً عضواً، وحتى بعد أن يذبحها يظل يعمل فيها بسكينه على المذبح، فاحصاً أحشاءها ولحمها، وعظامها، حتى يطمئن تماماً أنـها بلا عيب وحينئذ يُشعل النار

ذبيحة العهد الجديد

بالرغم من كل الشروط والتفاصيل الكثيرة جدا التي لم نذكر منها الأ القليل جدا كانت لتقديس الجسد لم تسر قلب الرب لانها أفسدت القلب بالشكل “اتخمت من محرقات كباش وشحم مُسمَّنات.. وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أسر” ( إشعياء 1 : 11 ).

فكانت الحاجة إلي ذبيحة مختلفة ناطقة تعلم تغير تصحح تقدس النفس والجسد والروح تعطي شريعة جديد شريعة المحبة العامل فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ .” (لو 10: 27 شريعة تهتم بالداخل قبل الخارج.. الكيف قبل الكم نوع العبادة وليس شكلها.

– لينطق يوحنا المعمدان بالروح وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَميو 1: 29 نظر الآب للانسان الذي خلقه علي صورته ومثاله وأرسل أبنه الوحيد يسوع المسيحلأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”  يو 3: 16.

في جسد أنسان بكل ضعف الأنسان العادي لكي يقول أنه من الممكن أن تعيش الحياة الوصية حل بين البشر وعاش مثلهم يعلم ويفهم ويفعل مشيئة الآب وفي النهاية يقدم نفسه ذبيحة من أجل خلاص العالم. لذلك يقول : “ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لى جسداً “ ( عبرانيين 10 : 5 ) وهكذا صار المسيح إلهنا الكاهن والذبيحة بآن واحد فهو  “الله الذى ظهر فى الجسد” ( تيموثاوس الأولى 3 : 16)..

فلماذا الصليب؟

وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ، الإِنْسَانِ ينال كُلُّ من يؤمن به الحياة الأبديّةيو 3: 14.أن وجود يسوع بين البشر لا يعني أن الخطية غفرت الغفران بسفك الدم نفس أمام نفس لكن النفس الآن نفس دمها لايمحي للابد فيها غفران لما فات وما هو قادم للخليقة كلها..هو الذبيحة التي لن يكون بحاجة إلي تكررها كل يوم هذا

الحية النحاسية هي على شكل الحيّة (الشيطان) التي سببت الموت للأنسان وعندما أخطئ الشعب وتذمر غلي الله وموسي.. فمن لدغتهم الحية (أشارة الى الخطيئة) فهم في الحقيقة اصبحوا أموات لأنّ السم (سم الخطيئة) يجري في الداخل هو موت. ولهذا بموت يسوع علي الصليب (ذبيحة العهد الجديد) بالذات أراد الرب يسوع المسيح أن يقول له يجب أن يُرفع ابن الأنسان على خشبة الصليب كما فعل موسى برفع الحية النحاسية ولكن كان قصد يسوع انّ من ينظرويؤمن بموت المسيح الكفاري على خشبة الصليب فهو يولد ولادة جديدة (الولادة الروحية) وتكون له الحياة الأبدية”يوحنا 3:14 وبما أنه قد أكمل لنا المغفرة ولن يذكر خطايانا فيما بعد… فلا حاجة بعد إلى ذبيحة أخرى عن الخطية غير ذبيحة المسيح… لأنه » بعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله منتظراً بعد ذلك حتى تُوضع أعداؤه موطئاً لقدميه ” عبرانيين 10 : 12 و 1. الصليب هو علامة على الأنتصار على الخطية ودم المسيح هو علامة على غفران الخطايا والتحرير من قبضة الشيطان.

يسوع قدم حياته عن كل أنسان من أجل قدسته  ليعيده كمان كان في البدء علي صورته ومثاله مخلوق..غير طبيعته أصبح شهواته ليس في الأخذ بل في العطاء يري الحياة بمفهوم الأبدية النظر الي إلي مافوق أرتفع عن مستوي المادة إلي الروح مات يسوع ليعيش الأنسان للأبد أن يكون مثل الله الرغبة التي أخرجته في البدء من جنة عدن حققها بموته أعطاه أسراره المعرفة الحياة الأبدية الخلود.. الذبيحة الآن ليست طقوس هي تقديم النفس القلب الروح علاقة قرب معرفة حقيقية أن يعيش الأنسان في سلام بعيد عن خوف الخطية الموت الروحي أنه ليس في حاجة لسفك دم الآن.. اصبح حر من كل هذه القيود .. وحياته في يده وليس بأجتهاده الشخصي بعمل النعمة بصلب يسوع كسر جمود العلاقة مع الله أصبح الله قريب جدا يسمعه يتكلم مع يراه يجدده بأستمرار رغم كل الصعوبات والأضطهادات يشع قوةمجد رجاء فرح القيامة الذي لن ينتهي أبدا للابد غير المحدود..

_________________

المصادر

– الكتاب المقدس.

– تعاليم الكنيسة الكاثوليكية .

–  معجم اللاهوت الكتابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى