« مَن مِنكم يُثبِتُ عَليَّ خَطيئة؟ فَإِذا كُنتُ أقولُ الحَقّ فلِماذا لا تُؤمِنونَ بي ؟ » أوريجينُس
نقلا عن موقع الكنيسة الكاثوليكية
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا
« مَن مِنكم يُثبِتُ عَليَّ خَطيئة؟ فَإِذا كُنتُ أقولُ الحَقّ فلِماذا لا تُؤمِنونَ بي ؟ »
يستحق منّا العناء أن ننظر فيما ينطوي عليه هذا السؤال. سوف نكتشف أنّ أولئك الذين وُجّهت إليهم هذه الكلمات قد أجابوا من دون أن يعطوا الإجابة المناسبة. في الواقع، كان يمكن أن نقول: “إنّ سبب عدم إيماننا يعود إلى أنّنا لا نميّز كيف أنّ ما يقوله هو حقّ؛ نحن لا نميّزه لأنّ رؤيتنا التي تميل بالفطرة نحو تبيّن الحقيقة لا تزال غير مطهّرة؛ ولأنّنا على هذه الحال، فنحن إذًا لسنا من الله؛ وإن لم نكن بعد من الله ، فرؤيتنا المُعَدّة لتمييز الحقيقة لا تزال غير مطهّرة لأنّ الرذيلة قد حجبتها وأظلمتها”.
لذا، عندما نفهم ما هو الإيمان بمعناه الحقيقي، إذ “كُلُّ مَن آمَنَ بِأَنَّ يسوعَ هو المسيح فهو مَولودٌ لله” (1يو 5: 1)، وعندما ندرك كم ابتعدنا عن ذلك الاعتقاد، هل سيكون باستطاعتنا عندئذٍ أن نجيب على هذا السؤال، متوسّلين شافي عيون الروح لكي، بحكمته وحبّه للبشر، يقوم بالمستحيل ليزيل عن أعيننا البرقع الذي لا يزال تحت رحمة الخزي الذي تسبّبت به الرذيلة، كما هو مكتوب: “لِنَضَّجِعْ في خِزيِنا ولْيُغَطِّنا خَجَلُنا” (إر 3: 25)؛ في الواقع، إن اعترفنا بالسبب الذي يمنعنا من الإيمان سيسمع نداءنا ويأتي لنجدتنا كالمرضى المحتاجين إلى طبيب (مت 9: 12)، فيمنحنا القدرة على تلقّي نعمة الإيمان.